• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : اراء لكتابها .
                    • الموضوع : ثقافة الهدم في كتابات .
                          • الكاتب : ماجد العيساوي .

ثقافة الهدم في كتابات

لم تكن الكتابة في يوم من الايام بالأمور السهلة والهينة والتي تسمح ان يطرقها من هب ودب . فكل من يعرف التاريخ ويعرف ما تعني الكلمة يعلم تماما ما هو وزن تلك الكلمة وماهو حجم خطورتها واثرها في المجتمع . انا لا اريد هنا ان اعلم من لا يفهم بل اريد ان اذكر من يفهم ومن يعتقد انه يفهم ونسي أو من لا يفهم حقيقة  . كل هذه من مكونات بعض المواقع الكتابية . كما ان حالة الكاتب ازدهارا أو عكسه عرضة للصعود والهبوط في مراحله الزمنية في مجتمع ما تستند على كتاب المرحلة ومدراء المواقع ومدى معرفتهم وقدرتهم على توجيه دفة البناء بطريقة صحيحة وتطبيق مبدا النقد الذاتي والرقابة الذاتية وهي من أمور حضارية سامية وتعزز الديموقراطية وكذلك مبدأ تقبل النقد العام باريحية وايجابية وتعتمد على مبدا التجرد من الذات ومعرفة مكامن المصلحة العامة. كون هذا الكاتب أو ذاك يحمل اقصى الدرجات العلمية فهذا لا يعني انه سيكون بارزا او بارعا في مهنة الصحافة من عدمها بل ربما العكس. فاينشتاين لم يكن كاتب وانما عالما فذا غير في العالم كله ومناهج تطويره بعيدا عن الكتابة وبامكان القارئ ان يعد كثير وكثير ممن كتب وابدع وساعد على تغيير مجتمع باكمله وشارك في بناء سلوكيات كونت في مجملها مجتمع حضاري ذو ثقافة سادت العالم.

فالذي يكتب يرتكز على ثلاثة فيبني ثلاث أو يهدم ثلاث.
يرتكز الكاتب على ثلاثة امور وهي (1) عنوان الموضوع ، ويعني ان العنوان الجذاب قد يكون ايجابيا وقد يكون سلبيا فيصلح او يسئ و(2) الموضوع نفسه ان كان يضيف طرحه قيمة من عدمها و(3) صياغته وطريقة عرضه وتوقيت ذلك.
وبناء على ذلك يصبح الاثر الذي يترتب على هذا الموضوع ونشره وتبنيه وعدد قرائه كبيرا فيتسبب في أمور ثلاثة ايجابية وهي (1) بناء معايير وسلوكيات حضارية وبالتالي التأسيس لمجتمع منتج وخلاق عبر بناء ثقافة ايجابية وحضارية او (2) يتطرق الموضوع الى نقد امر يتطلب اصلاحه وتحسين الممارسة فيه او معالجة امره، او نشر سلوك اخلاقي ايجابي بأسلوب بارع وجذاب و (3) التشجيع على انجاز مجتمعي متميز وابداعي بعرض نماذج ابداعية فيمتدحها ويكرمها. اما اذا اخذت الكتابات منهجها للعمل في اتجاه اخر فهي تعمل كمعول هدم وتؤدي الى ثلاثة تاثيرات سلبية هي: (1) اساءة للاخرين (2) يخلق ثقافة العداء ونشر سلوك سيىء واخيرا (3) التأسيس لثقافة منحلة أو هدامة. ليس معنى انه لم تنشر أمورا غير أخلاقية فاضحة حتى الآن انها ليست كتابات خاطئة،ولكن يجب ان نحذر التحرك في ذلك الاتجاه ولو بصورة تدريجية وبطيئة. البناء هي مسئولية البحث عن المواضيع ونقدها نقدا بناء وابداء الآراء المفيدة اما عملية قيام الكاتب بالهجوم على الاشخاص والذي يمارسه مؤخرا بعض الكتاب سواء في طريقة صياغة الاخبار أو عنونتها، هي عملية تأسيس لبيئة عدائية في ذاتها وسلبية في سلوكها وتحويل المجتمع المسالم الى مجتمع عدواني مستخدما ما يكتب في خدمة اغراضه الشخصية واصحابه واقاربه على حساب وطنه والمنفعة العامة، وسوف يحاسب التاريخ هؤلاء وعلى رأسهم رؤساء بعض المواقع في هذه المسؤولية الخطيرة. لذلك ان مساحة الحرية المعطاه للكاتب بوجود النت في هذه الحقبة الزمنية تسمح بمرحلة ازدهار حقيقية وتطور حضاري ومجتمعي بارز بشرط ان يتوقف اصحاب الاقلام المأجورة أو غير المؤهلين عن مثل هذه الممارسات ، لانه وبكل بساطة حرية الفرد أو الكتابة تتوقف عند حدود حرية الآخرين والإعتداء على حقوق الإنسان ليس بالأمر الهين، وسوف يؤثر على هذه الحرية بلا شك.
الكتابة كما هي لبنة مهمة في بناء المجتمع هي أيضا مدمرة اذا أسيء استخدامها أو أدارها من ليسوا أهلا لها.


ماجد العيساوي




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=100
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2010 / 06 / 28
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19